تقرير مفصل عن الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في شرق الجزيرة
مقدمة
شهدت مناطق شرق الجزيرة في السودان حملة انتقامية شرسة نفذتها مليشيا الجنجويد، بعد إعلان قائد الدعم السريع بالجزيرة “كيكل” استسلامه للقوات المسلحة السودانية. تُعتبر هذه المناطق موالية لكيكل، مما جعل المليشيات تتخذ إجراءات عقابية انتقامية ضد سكان هذه المناطق. هذه الانتهاكات تعكس تصاعد العنف والتوتر في ظل الصراع الدائر، حيث يبدو أن هذه المليشيا تتبع سياسة استهداف “الحواضن الشعبية” بحسب وصف الأطراف المتصارعة. الضحايا هم من المدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة، ويتحملون وطأة هذا النزاع المأساوي.
المدن والقرى التي تعرضت للانتهاكات
1. مدينة تمبول
اقتحمت المليشيا المدينة وهاجمت البيوت عشوائيًا، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا.
تم الاعتداء على الفتيات، ونهب السوق والمنازل، وتعذيب الأهالي بشكل وحشي.
نتج عن الهجوم نزوح جماعي للأهالي نحو القرى المجاورة، التي بدورها لم تكن بمنأى عن الهجمات، مما دفع السكان لمواصلة النزوح.
2. مدينة احدالمواطنين اختطفته المليش
انتقامية بشعة استهدفت المواطنين الأبرياء.
أطلقت النار بشكل عشوائي على المارة، وانتشرت الجثث في الشوارع والبيوت.
وثقت شهادات العيان عمليات اغتصاب للفتيات، وخطف للممرضات، ونهب وسلب المحلات التجارية والمنازل.
حالة من النزوح الجماعي غير المسبوق نحو أماكن غير معروفة، مع بقاء بعض كبار السن غير القادرين على الحركة.
3. مدينة الهلالية
اقتحمت المليشيا المدينة وأطلقت النار، مما أدى إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى.
ترويع المواطنين ونهب سوق المدينة، مع اقتحام البيوت ونهب ممتلكاتها.
نزح بعض المواطنين بينما بقي الآخرون في المدينة.
القرى التي تعرضت للانتهاكات
1. قرية صفيتة غنوباب
شهدت القرية مجزرة أودت بحياة 16 شهيدًا، مع إصابة العديد من المواطنين.
نهب وسلب ممتلكات الأهالي، مما دفعهم إلى النزوح الجزئي إلى قرية العزيبة سيرًا على الأقدام.
2. قرية صفيتة تيراب
شنت المليشيا حملة ترويع وضرب للمواطنين، أسفرت عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى.
نهب وسلب القرية بالكامل، مما أجبر الأهالي على النزوح.
3. قرية العزيبة
محاولات متكررة لاقتحام القرية، وسط دفاع مستميت من الشباب.
شهدت القرية سقوط العديد من الشهداء، وانقطاع تام في الأخبار.
4. قرية السعدوناب
اقتحمت المليشيا القرية، وأسفر الهجوم عن سقوط 4 شهداء وإصابة آخرين.
نهب وسلب كامل لممتلكات القرية، مما دفع السكان إلى النزوح الكامل.
5. قرى مصنع سكر الجنيد
تعرضت قرى عديدة بالقرب من مصنع سكر الجنيد لهجمات عنيفة، شملت ترويع المواطنين وضربهم.
نتج عن الهجمات سقوط عدد من الشهداء والجرحى، وسط حالة من الرعب والذعر.
الانتهاكات المتنوعة
1. اغتصابات واختطاف
أكدت مصادر محلية تعرض النساء والفتيات للاغتصاب في العديد من القرى، كما احتجزت المليشيا العديد منهن في مواقع مختلفة.
سجلت حالات اغتصاب أثناء النزوح، وأخذ الفتيات قسرًا من منازلهن وإعادتهن لاحقًا في الصباح.
2. تعذيب الأطفال
في بعض القرى، استخدمت المليشيا الأطفال للضغط على ذويهم للإفصاح عن مكان الأموال والمقتنيات، عبر ضربهم بعنف.
شهدت بعض المناطق عمليات قتل للأطفال أمام ذويهم، وترديد عبارات مثل “خنتو العهد”.
3. حالات الفدية
شهدت بعض القرى اختطاف رجال ونساء، وطلب فدية لإطلاق سراحهم.
4. النزوح والظروف الإنسانية
أجبر المواطنون على النزوح سيرًا على الأقدام، مع حمل كبار السن والنساء الحوامل على عربات بدائية.
تعرضت بعض القرى لأزمات غذائية بعد نهب كافة المواد الغذائية والممتلكات.
الخاتمة
تشير الأحداث المأساوية التي رصدها هذا التقرير إلى أن مليشيا الجنجويد نفذت حملات منظمة من الانتهاكات والجرائم ضد سكان شرق الجزيرة. تتنوع هذه الجرائم بين القتل العشوائي، والاغتصاب، والنهب، والترويع، والتعذيب الجسدي والنفسي للسكان، ما يشير إلى أزمة إنسانية متفاقمة تتطلب تدخلاً عاجلًا من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان.
توصيات
تسليط الضوء الإعلامي: على المجتمع الدولي والإعلام العالمي تسليط الضوء على هذه الانتهاكات الفظيعة.
توثيق الانتهاكات: يجب على المنظمات المحلية والدولية توثيق هذه الجرائم بدقة من خلال شهادات الشهود والضحايا.
الدعم الإنساني: تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للنازحين وتوفير المأوى والرعاية الطبية للمصابين.
الضغط الدولي: ممارسة الضغوط الدولية على الجهات المعنية لوقف هذه الانتهاكات وحماية المدنيين.
Share this content:


إرسال التعليق