تقرير من معسكر كلمةتوقعات بهجمات وشيكة من قوات الدعم السريع
في مساء يوم الخميس الموافق 17 أكتوبر 2024، حوالي الساعة 5:30 مساءً، تعرضت مدينة نيالا لقصف جوي من قِبل طائرة حربية تابعة للجيش. بعد تنفيذ الهجوم، اتجهت الطائرة نحو الشرق ومرت في سماء معسكر كلمة، مما أثار حالة من الترقب والقلق بين سكان المعسكر.
عقب الحادث مباشرة، أطلق قادة قوات الدعم السريع المتمركزون في مدينة نيالا تصريحات تفيد بأن الطائرة الحربية قد أسقطت أسلحة جواً داخل معسكر كلمة لتوزيعها على النازحين هناك. بناءً على هذه المزاعم، بدأت قوات الدعم السريع في اتخاذ تدابير استثنائية، حيث أصدر القادة تعليمات لجميع الضباط والجنود بالتوجه إلى معسكر كلمة فوراً للقيام بعمليات تفتيش شاملة.
تهدف عمليات التفتيش هذه إلى جمع الأسلحة التي يزعم قادة الدعم السريع أنها وصلت إلى المعسكر عبر الطائرة الحربية، قبل أن يتم توزيعها أو نقلها إلى مكان آخر. وقد شُدد على جميع أفراد قوات الدعم السريع ضرورة الإسراع في تنفيذ هذه المهام من أجل منع أي نقل للأسلحة المزعومة.
يشعر نازحو معسكر كلمة بقلق شديد من تصريحات قادة قوات الدعم السريع في نيالا، خاصة مع التهديدات المحتملة بشن هجمات جديدة ضد المعسكر. ويخشون من أن يؤدي أي هجوم جديد إلى حدوث مذبحة جماعية أخرى، كما حدث سابقاً في دارفور. لذا، يناشد النازحون الأمم المتحدة للتدخل وتحذير قوات الدعم السريع من تنفيذ أي هجمات، منعاً لتكرار هذه الكارثة الإنسانية.
خلفية تاريخية
من الجدير بالذكر أن معسكر كلمة، الذي يُعد واحداً من أكبر معسكرات النازحين في إقليم دارفور، لطالما كان هدفاً لهجمات متعددة من قِبل قوات الدعم السريع. تتسم هذه الهجمات غالباً بذريعة ادعاءات أمنية واهية، مثل البحث عن أسلحة أو السيطرة على ما يُقال إنها تهديدات عسكرية. غير أن الكثير من المراقبين والناشطين يؤكدون أن هذه العمليات هي في الواقع جزء من حملات ممنهجة تهدف إلى التضييق على النازحين وترويعهم، وتتم في سياق تصفية عرقية على أساس عنصري.
تعرض المعسكر عبر السنوات لهجمات عنيفة أدت إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين، وكانت غالباً ما تُبرر بحجج مشكوك في صحتها، مما أثار انتقادات واسعة من قبل المنظمات الحقوقية الدولية. ويرى العديد من المراقبين أن عمليات قوات الدعم السريع تهدف إلى إضعاف التجمعات السكانية في المعسكرات وإجبار النازحين على ترك مواقعهم، في إطار سياسة أكبر تستهدف تغيير التركيبة السكانية في دارفور.
Share this content:


إرسال التعليق